امرأة عجوز تريد حمل الحطب فكيف تخلق النبى محمد عليه السلام معهاوكيف تعامل وكيف يتعامل مع كبارالسن خاصةوالناس عامة وكيف رحمته بالنساء وعفوه عن المسيئين
 |
فى هذه القصة نرى أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم رأى العين ونرى فعاله وكأنه كما قال القرءان الكريم ( على خلق عظيم ).
امرأة عجوز فى الطريق !
في أحد الأيام شديدة الحرارة وفي وقت الظهيرة بالتحديد كانت تقفُ امرأةٌ عجوز على قارعة الطريق أمامها حزمةٍ من الحطب تنتظر من يُساعدها في حملها لبيتها البعيد ولكنّ كل من يمر عليها لا يُلقي لها بالاً فهم متعبون أيضاً من تلك الحرارة الشديدة في رمضاء مكة.
رسول الله محمد يمر عليها
ولكن فجأةً اقترب منها رجلٌ فقالت له : احمل علىَّ ! فقال : بل أحمل عنك ، وحمل الحطب على ظهره وطلب منها أن ترشدهُ لبيتها ، فاستبشرت المرأة واستنار وجهها وسعدت كثيراً بشهامة ونبل هذا الرجل وحسن صنيعهِ وعظيم خلقه.
المرأة تقدم النصيحة له !
وأرادت تلك المرأة العجوز أن تشكر الرجل على صنيعه ، فما كان في بيتها شيءٌ تقدّمهُ له إلّا أنّهُ خطر ببالها أن تُعطيه نصيحة فقالت له : " ليس عندي ما أهبك إياهُ أيها الرجل النبيل ! ولكن سأُقدّم لك نصيحة تفيدك " .
احذرمحمد الذى يقول أنه نبى !
وتابعت العجوز كلامها قائلةً : " هناك رجلٌ اسمه محمد بن عبد الله احذر منه ولا تتبعه ، فهو ساحر يفتن الناس ، فاحذره واتق شرّه " والرجل يسمع ولا يُجيب وبعد فترةٍ من السير على الرمال الحارقة ، وصلت المرأة العجوز لبيتها ، والرجل يحملُ على ظهره الحطب لها ، فقالت له : “ أنزلها هنا يا ولدي ، ولكن لم تخبرني عن اسمك ؟ فما أسمك أيها الرجل الشهم ؟ فنظر الرجلُ مُبتسماً ، وهو يقول : " أنا محمد بن عبد الله " فذُهلت المرأة ممّا سمعت ، وقالت : أأنت حقّاً محمدا ؟ فقال : نعم ، فقالت العجوز:" أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ".
فالحمد الله الذي بعث لنا نبيا رحيماً بالكبير ، ورفيقا بالصغير ، يعلمنا الخلق العظيم والسلوك القويم.
كيف لا وهو الذى قال : ( خياركم أحسنكم أخلاقًا ) رواه البخارى ومسلم والترمذى.
وروى أنس عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه ، عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل ، وإنه لضعيف العبادة ، وإنه ليبلغ بسوء خلقه ، أسفل درجة في جهنم ) رواه الطبرانى.
وعن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا أخبركم بأحبكم إلىَّ ، وأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة ، فأعادها مرتين أو ثلاثة ، قالوا : نعم يا رسول الله قال : أحسنكم أخلاقًا ) رواه أحمد.
وأمر بمعاملة الناس معاملة حسنة ، وأن نتخلق معهم بخلق حسن ، فقال فيما رواه أبو ذر رضى الله عنه : ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذى.
ورغب فى الخلق الحسن ، وجعله أثقل شيئ في ميزان العبد يوم القيامة ، فقال فيما رواه أبو الدرداء رضى الله عنه: ( ما شيئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذئ ) رواه الترمذى ، والبذئ هو المتكلم بردئ الكلام.
وتكلم عن أصحاب الأخلاق السيئة ، ووصفهم أنهم أبغض الناس إليه ، فقال : ( إن أحبكم إلىَّ أحاسنكم أخلاقًا ، الموطئون أكنافًا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إلىَّ، المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب ) رواه البزار والطبرانى في الصغير والأوسط.
نرحب بالأسئلة والآراء والإقتراحات