الجار وحقوقه والإهتمام به فى الإسلام من شروط الإيمان فعدم إيذاء الجيران سبب في رضا الله عز وجل ، وحسن التعامل مع الجار وأهل بيته سبب دخول في الجنة ، ومن يؤذ جيرانه فهو في النار.  |
| الجار حقوقه والإهتمام به فى الإسلام |
ما هو الجار ؟
هو كل من أقام بجانبك أو قريبا منك ، وكل نزيل حل بجوار فهو جار ، سواء أقام طويلًا أم قصَّر ، والذى يطيل المكوث جار ، والذى يتحول سريعًا جار، حتى الرفيق في الطريق جار.
حقوق الجار فى الإسلام
الجار له حقوقه كثيرة ، وإهتمام الإسلام به عظيم ، ووصية المسلمين بجيرانهم معروفة ، وإكرام الجيران من أولويات الإسلام ، وعدم إيذاءهم والإحسان إليهم ، مما أمر به القرآن الكريم .
يقول الله تعالي ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) سورة النساء .
ما حقوق الجار في الإسلام ؟
- روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن ، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه ، أتدرى ما حق الجار ؟ إذا استعانك أعنته ، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه ، وإذا مرض عدته ، وإذا أصابه خيرٌ هنأته ، وإذا أصابته مصيبةٌ عزيته ، وإذا مات اتبعت جنازته ، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ، ولا تؤذه بقتار ريح قدرك ، إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فاهد له ، فإن لم تفعل فأدخلها سرًا ، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ) رواه الخرائطى في مكارم الأخلاق ، وله روايات من طرق عدة .
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا ذر إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها ، وتعاهد جيرانك ) رواه مسلم من حديث أبى ذر الغفارى .
الذي يؤذي جاره ليس مؤمنا
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن الذى يشبع وجاره جائع ) رواه الطبرانى وأبو يعلى ورواته ثقات .
وفى رواية عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما آمن بى من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) رواه الطبرانى والبزار وإسناده حسن.
و ( كم من جارٍ متعلق بجاره ، يقول : يا رب سل هذا لم أغلق عنى بابه ومنعنى فضله ) هكذا قال النبى صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمرٍ رضى الله عنهما ورواه الأصبهانى .
الذي يؤذي جاره ليس مؤمنا
فكيف بإيذاء الجار ، هل يكون مؤمنًا من يؤذ جاره ؟
اقرأ معى هذه الأحاديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ) رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم قال ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن إلى جاره ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه ) أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وعند الإمام أحمد زياده ( قالوا وما بوائقه قال شره ).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه ) رواه أحمد وأبو يعلى والبزار.
إيذاء المسلم لجاره أشد إثمًا
عن المقداد بن الأسود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ( ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة قال فقال لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره قال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسرعليه من أن يسرق جاره ) رواه الإمام أحمد.
الذي يؤذ جاره لن يدخل الجنة
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أول خصمين يوم القيامة جاران ) رواه الإمام أحمد.
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله اني نزلت في محلة بني فلان وإن أشدهم إلى أذي أقربهم لي جوارا فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا يأتون المسجد فيقومون على بابه فيصيحون ألا إن أربعين دارا جار ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه ) رواه الطبراني.
رسول الله صلي الله عليه وسلم تعوذ من الجار السوء
ينبغى التعوذ من الجار السوء ، أن تدركه أو يدركك ،أو يساكنك ، أو يؤاكلك ، أو حتى جار الطريق ، لأنه لا شك سيؤذيك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فان جار البادية يتحول ) رواه ابن حبان.
مشروعية لعن من يؤذ جاره
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :( جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره ، فقال : له اذهب فاصبر ، فأتاه مرتين أو ثلاثة فقال : اذهب فاطرح متاعك في الطريق ، ففعل فجعل الناس يمرون ويسألونه ، فيخبرهم خبر جاره ، فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل ، وبعضهم يدعو عليه ، فجاء إليه جاره فقال : ارجع فانك لن ترى منى شيئا تكرهه ) رواه أبو داود وابن حبان والحاكم.
وفي رواية أنه جاء الذي يؤذي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ما لقيت من الناس ، قال : وما لقيت منهم ؟قال : يلعنونى ، قال : قد لعنك الله قبل الناس ).
وإليك هذا الحديث عن ( الجار) للدكتور عمر عبد الكافى :
هل أحسنت إلى جارك وأساء إليك ؟
قلت : نعم ، وأقول لك كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( إنها ستكون بعدى أثرةً وأمورًا تنكرونها ، فأدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) رواه البخارى ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود.
وأقول لك أيضًا : ( كن كريم الخلق كريم اليد وثق بالله ).
واعلم أنه من نعمة الله تبارك وتعالى علينا أن يرزقنا بجارٍ صالح وقد روى فضالة بن عبيدٍ رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه : ( ثلاثة من الفواقر : إمامٌ إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار سوءٍ إن رأى خيرًا دفنه وإن رأى شرًا أذاعه وامرأة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك ) رواه الطبرانى بإسناد لا بأس به .
نرحب بالأسئلة والآراء والإقتراحات