شهر رجب وفضائله وحديث عن الأشهر الحرم

شهر رجب وفضائله وصيامه ودعاء أول ليلة منه وعمرة رجب والبدع المنتشرة فيه والأشهر الحرم وتحريم القتال فيها وسبب تسميتها بذلك وتضاعف الحسنات والسيئات فيها.

شهر رجب وفضائله وحديث عن الأشهر الحرم

فعندما يبدو هلال رجب يتسائل الناس ما هى الأعمال المستحبة فيه ؟ وما هى الأعمال التى كان يحافظ عليها الرسول عليه الصلاة والسلام فى هذا الشهر ؟ وهل كل مل يفعل الناس فى رجب صواب ؟ وما هى فضائل هذا الشهر ؟ على إعتبار أنه من الأشهر الحرم وما معنى الشهر الحرام ؟.

تعداد الشهور عند المسلمين وعدد الأشهر الحرم 

يقول الله تعالى ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ....) يعنى الأشهر الحرم وهى المحرم ورجب وذى القعدة وذى الحجة والدين القيم أى الحساب الصحيح والعدد المستوفى.

 وعن أبى بكرة أن النبى صلى الله عليه وسلم خطب فى حجة الوداع فقال فى خطبته : ( إن الزمان قد إستدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان ) رواه البخارى ومسلم.

فعندنا معشر المسلمين السنة اثنا عشر شهر وبعض العجم والروم والقبط يجعل السنة ثلاثين شهرا أما الأشهر الحرم فأربع.

سبب تسمته رجب مضر

وسبب تسميته رجب مضر أن مضر كانت توقعه فى وقته وليس كما يفعل العرب يغيرون أسماء الشهور وحسب الحاجة والمصلحة كالقتال وغيره وهو النسيىء  وأيضا كانت مضر تحرمه.

كيفية حساب الشهور فى التقويم الهجرى 

 تعرف الأشهر بسير القمر فهى مقدرة بسيره وليس بسير الشمس ومع القمر منازل والمنازل 28 منزلا فعند نزول القمر منزل كذا يكون شهر كذا وهذه المنازل على قسمين :

الأول  : أربعة عشر شمال خط الإستواء وتسمى المنازل الشامية.

الثانى : أربعة عشر جنوب خط الإستواء وتسمى المنازل اليمنية.

وفى حديث بن عمر قال ( نهى النبى عليه الصلاة والسلام عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة قال قلت متى ذاك يا أبا عبد الرحمن قال عند طلوع الثريا ).

وطلوع الثريا يكون أول الصيف عند إشتداد الحر قال بن عبد البر يطلع صباحا عند الفجر لإثنتى عشر ليلة تمضى من شهر أيار ( مايو ) والعاهة عاهة الثمار.

حرمة شهر رجب فى الإسلام

عن أبى رجاء العطاردى قال : ( كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو خيرا منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا حثوة من التراب ثم جئنا بالشاء فحلبنا عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا منصل الأسنة فلم ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناها فألقيناها ).

 كانت العرب تحرم القتال فى المحرم فإذا أرادوا القتال فى المحرم قاتلوا وحرموا صفرا بدلا منه وهو ما يسمى بالنسيىء وهو التأخير ومنه بيع النسيئة.

الذنوب تضاعف فى رجب

المعاصى والمظالم فى الأشهر الحرم تضَعَّف فيها السيئات وهو قول بن جرير الطبرى فى تفسير قول الله تعالى (فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) يعنى الأشهر الحرم.

الأعمال فى شهر رجب

 عن سالم بن عبد الله بن عمر قال ( كان بن عمر رضى الله تعالى عنهما يعجبه أن يعتمر فى شهر رجب شهر حرام بين ظهرانى السنة ) رواه البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجه كلهم من طريق عروة بن الزبير عن بن عمر.

وعن أبى هريرة قال ( من صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا وهو اليوم الذى هبط فيه جبريل عليه السلام على النبى عليه الصلاة والسلام بالرسالة ) والحديث عزاه الحافظ العراقى فى تخريج الإحياء إلى أبى موسى المدينى فى كتابه فضائل الأيام والليالى وأخرجه الخطيب البغدادى فى تاريخه من طريق حبشون.

 أما كيفية الصيام فلم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجب وشعبان ورمضان كما يفعل بعض الناس.

 بل علمنا كيف نصوم في هذه الأشهر الحرم فعن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها ( أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنةوقد تغيرت حاله وهيئته فقال يا رسول الله أما تعرفنى ؟ قال ومن أنت ؟ قال أنا الباهلى الذى جئتك عام الأول قال فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة ؟ قال ما أكلت طعاما منذ فارقتك إلا بليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم عذبت نفسك ؟ ثم قال صم شهر الصبر ويوما من كل شهر قال زدنى فان بى قوة قال صم يومين قال زدنى قال صم ثلاثة أيام قال زدنى قال صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك ثم قال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها يعنى يصوم ثلاثة أيام ويترك ثلاثة أيام ويصوم ثلاثة ويترك ثلاثة وهكذا ) رواه أبو داود.

والأشهر الحرم يحرم فيها القتال ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل أهل الطائف فى ذى القعدة وهو شهر حرام.

 هذا وقد أمر الله تعالى بالإمتثال بآداب الأشهر الحرم ، وتحريم ما أمر الله تعالى فيها ، فقال تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد ...).

 

فضل رجب والأعمال التى وردت فيه

قال بن حجر فى كتابه ( تبيين العجب بما ورد فى فضل رجب ) : ( لم يرد فى فضل

 رجب ، ولا فى صيامه ،ولا فى قيامه شيىء معين مخصوص ، وذكر هذا الكلام غير بن

 حجر كالإمام الهروى.

 لم يعتمر النبى صلى الله عليه وسلم فى رجب ، كما ورد عن مجاهد قال : ( دخلت أنا وعروة بن الزبير ، وعبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة رضى الله عنها  ، فسأل كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أربعا احداهن فى رجب ، فكرهنا أن نرد عليه وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين ، ( يعنى صوت السواك ) فى الحجرة ، فقال عروة يا أماه ! يا أم المؤمنين : ألا تسمعى ما يقول أبو عبد الرحمن : قالت ما يقول : قال يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات ، إحداهن فى رجب ، قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد ( أى حاضر معه ) ، وما اعتمر فى رجب قط ) متفق عليه ، وعند مسلم ( وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم ، قال النووى سكوت بن عمر يدل على أنه اشتبه عليه ، أو نسى او شك ، ولهذا كان من البدع ، فقط الصحيح ( عمرة فى رمضان تعدل حجة ).

قال بن حجر لم تنسخ العتيرة فى أصلها ، إنما نسخ الذبح فى رجب ، لما رواه أبو داود والنسائى وبن ماجه عن نبيشة قال : ( نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ، إنا كنا نعتر عتيرة فى رجب فما تأمرنا ، قال إذبحوا فى أى شهر كان ...).

وللمزيد عن شهر رجب  فهذا كتاب (   تبيين العجب فيما ورد فى فضل رجب ومعه كتاب الخلال   )

البدع المنتشرة فى شهر رجب

 كان أهل الجاهلية يذبحون ذبيحة لأوثانهم فى رجب ، تسمى ( العتيرة ) فنهى النبى صلى الله عليه وسلم عن العتيرة ، بقوله ( لا فرع ولا عتيرة ).

 من البدع صلاة الرغائب فى أول ليلة من رجب : قال بن تيمية صلاة الرغائب بدعة ، وأيضا صلاة أم داود فى نصف رجب ، وأيضا التصدق على روح الموتى فى رجب ، وأيضا الأدعية التى تقال فى رجب ، وأيضا زيارة المقابر فى أول يوم من رجب ، فيما يسمى بطلعة رجب.