لما كان الأولاد زينة الحياة الدنيا...
ولما كان الولد قرة عين كما قال الله عز وجل (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) .
لزم أن نربى أبنائنا بهدي النبي صلي الله عليه وسلم حتى يكونوا قرة أعين لنا نسر بهم عند الكبر، مثلما ربى النبى عليه الصلاة أصحابه فصاروا رجالا ، إذ رباهم تربية صالحة ، تفوق كل نماذج التربية الغربية ، التى يتحدثون عنها فى مدارسهم ولزم أن نتعاهد أبنائنا ، ونصلح شأنهم ، ليشبوا على هديه صلي الله عليه وسلم.
النبي عليه الصلاة والسلام
ربي الصحابة فصاروا قادة
وأحسن من قام بتربية الأطفال هو النبى صلى الله عليه وسلم بما علمه الله تعالى ، ومن وصاياه فى تربية الأطفال :
١ أن تتخير له أما صالحة ذات حسب ودين ، وصفات حسنة ظاهرة عليها ، وشائعة فى أهلها ، فإنه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) رواه ابن ماجه.
ومعناه أن الصفات الخِلْقِية كالطول والجمال وغيره تنتقل إلي الأبناء ، والصفات الخُلُقِيَّة كالدين والمروءة والشجاعة وغيرها تنتقل أيضا ، ولمعرفة رأى العلماء فى تربية الأطفال , استمع إلى هذا الفيديو: ( تربية الأطفال في الإسلام د: عصام شاكر )
2 أن تحسن إلي طفلك فتسميه إسما حسنا ، وتعلمه الخلق والشجاعة والمروءة ، وتعلمه القرءان ، وأن تكون قدوة وأسوة له ، لأن الأطفال يقلدون كل من لقيهم في هذه السن ، فلا تكن سيىء الخلق كذوب ، وترجو منهم أن يكونوا صادقين معك ، مخلصين لك ..هيهات.
3 ومنها أن تقيم عند مولده ، ما أمر به النبى صلى الله عليه وسلم فى السنة ، مثل العقيقة ، وتؤذن فى أذنيه ، وغيرها من السنن ، فإنك لا تدرى بركة هذه السنن في أبنائك.
4 ومنها أن تتعاهده باللعب والملاطفة فى صغره ، كما كان يفعل النبى صلى الله عليه وسلم :
- كان عليه الصلاة والسلام يحمل الحسن والحسين على ظهره كأنه جملهما فيقول عمر رضى الله عنه لهما : ( نعم الجمل جملكما فيقول : ونعم الراكبان هما ) .
- وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين بن على فيرى الصبى حمرة لسانه فيهش له ) رواه ابن حبان .
- وكان عليه الصلاة والسلام يقول لبنى العباس بعد أن يصِفَّهم : ( من سبق إلى فله كذا وكذا قال : فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم ) رواه أحمد.
بداية مرحلة التأديب
فاذا بلغ سبع سنين تبدأ مرحلة التأديب يقول عليه الصلاة والسلام ( داعب إبنك سبعا وأدبه سبعا وآخه سبعا ثم إترك له الحبل على الغارب ) ، فتبدأ بالتأديب بدون عنف إلا فى الأمور المهمة كالصلاة ، فتضرب ضربا هينا يذكِّره ولا يهِنْه.
ومن صور تأديبه عليه الصلاة
والسلام للأطفال
-
أنه كان يقول لعمر ابن أبى سلمة ، وهو صغيرعند الطعام ، ويده تطيش فى الصحفة - الإناء - ( يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ، يقول عمر فما زالت هذه طعمتى بعد ).
-
ويقول عليه الصلاة والسلام لابن عباس ، وهو خلفه على رحل الدابة : ( يا غلام إنى أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء ، لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذى.
صور أخرى للتأديب
١ فمنها أن تعلمه الصلاة والعبادات وشرائع الإسلام ، بالقدر الذى يطيقه ، يقول عليه الصلاة والسلام ( مروا أبنائكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشرسنين ، وفرقوا بينهم فى المضاجع ) رواه أبو داود .
٢ ومنها أن تعلمه من يتخير من الأصحاب ؟ ولا تعجز فتندم ، يقول عليه الصلاة والسلام ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ).
٣ ومنها أن تسوى بينهم فى المعاملة ، فيشبوا على حب العدل ، بالذات بين البنات والبنين
- فعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال : ( من كانت له أنثى فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها - يعنى الذكور - أدخله الله الجنة ) رواه أبو داود.
كان الرجال يتخيرون لأبنائهم
من يؤدبهم
أهمية تربية الأولاد في الاسلام لا تقل عن الجهاد ، بل إن فلاح الأمة الإسلامية ، بفلاح الرجال في تربية أبنائهم ، ومما يذكر أن : (عبد العزيز ابن مروان والد عمر بن عبد العزيز كان قد جعله عند صالح بن كيسان ، وهو من فقهاء التابعين وعلماءهم ، ليؤدبه ، روى يعقوب بن سفيان أن عمر بن عبد العزيز تأخر عن الصلاة مع الجماعة يوما ، فقال صالح بن كيسان : ما شغلك ؟ فقال كانت مرجلتى تسكن شعرى ، فقال له قدمت ذلك على الصلاة ، وأمر به فحلق شعره ).
فاذا بلغ إحدى وعشرون عاما فقد بلغ مبلغ الرجال ، فخَلِّ بينه وبين نفسه ، وثق به بما غرسته فيه ، ولا تعجز عن إسداء النصح له إذا رأيته يحتاجه.
وأخيرا فأسأل الله تعالى أن يصلح أبنائنا وأن يحفظهم وأن يتولهم برعايته إنه قريب مجيب.
نرحب بالأسئلة والآراء والإقتراحات