إشاعة الفاحشة فى الناس جريمة والتحريض على نشر الرذيلة والتحرش حرام وعقوبة من يشيع الزنا فى المجتمع المسلم عظيمة وفى سورة النور قال الله تعالى: ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ).
![]() |
إشاعة الفاحشة وخطورتها بين الناس |
كيف حارب الإسلام إشاعة الفواحش ؟
جماعة من المنافقين نالوا من عرض الطاهرة - أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق - واتهموها بالفاحشة زورا وبهتانا ، فأنزل الله تعالى برائتها من فوق سبع سماوات ، وحذرنا من إشاعة الفاحشة ، وحذرنا من الخوض فيها ، إذا وقعت لمؤمن أو مؤمنة ، ووصف قدقدة اللسان فيها فقال : ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) سورة النور.
وحذرنا من عقابه العظيم ، وتوعد من يقع فى عرض الطاهرات والطاهرين فقال : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والآخرة لمسكم فى ما أفضتم فيه عذاب عظيم ) سورة النور.
إضلال الناس وإفسادهم جريمة
الله سبحانه و تعالى عرفنا في القرآن الكريم أن هناك أقوام يحملون أوزارهم و أوزارا أخرى لأناس يضلونهم بغير علم فاذا بليت بالمصيبة أو بالفاحشة أو بالمعصية فاستتر و لكن أن تنشرها فيتأسى بك الناس و تكون قدوة فهذه مصيبة يقول الله عز و جل ( ليحملوا أوزارهم كاملة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ).
هذا فى شأن من يضل الناس بغير علم لأنه أظهر آية معصيته فأضل الناس بغيرعلم فما بالك بمن يضل الناس و هو يعلم ذلك بل ربما يكون عامدا بل إن هناك فريق يدافع عن هذا الفحش ببجاحة ويقول بأن هذا رقي و سمو وحضارة وحداثة و تقدم وأن الذي تقولون به وتنادون به رجعية وتخلف فإذا قلت له يا هذا : هل الدين تخلف ؟ هل القرءان رجعية ؟ هل الخُلق رجعية ؟ يقول نعم ! أما الفسق والفجور يسميه تنوير وحرية شخصية وهو يعلم أن الفحش يدمر الأسر والبيوت.
إشاعة الفاحشة تدمير للأسرة
يقول الله تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) إن الذين يريدون للمسلمين أن ينسلخوا من دينهم ويريدون تدمير الأسرة بعد أن ملأها الله تعالى مودة و رحمة و جعل بين أركانها - بداية من الزوج و الزوجة - ثقة و أمانا وراحة وطمأنينة وغير ذلك يريدونها إنحلالا وفجورا وإنسلاخا من الدين والأخلاق والفضيلة.
انتشار الفحش يزرع الشك بين الأزواج والزوجات
دعنى أضرب لك مثلا : منذ يومين انتشرت حادثة لرجل فوجئ بعض الناس به في الشارع الذى يسكن فيه أن فى يده طفلة صغيرة عمرها سنة و نصف تقريبا وحالة الرجل أشبه بحالة المجانين ! ماذا يفعل ؟ فى البرد الشديد بدأ ينزع ثيابها حتى جعلها كما ولدتها أمها و يريد أن يصب عليها البنزين ويشعل فيها النار والناس تحاول أن تمنعه وتدفعه عن البنت ، و البنت تصرخ من البرد والخوف يقول لهم ( سيبونى دى مش بنتى دى بنت حرام ) ، طبعا لا يوجد إنسان في قلبه شيء من الرحمة يفعل مثل هذا فى طفلة لا ذنب لها حتى لو كانت بنت حرام كما يدعى.
روى الإمام البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ( يعني ابن زنا ) فليست من الله في شيء و لن يدخلها الله عزوجل جنته وأيما رجل جحد ولده و هو ينظر إليه فضحه الله على رؤوس الأولين و الآخرين ) لأن مصيبة ابنك الذى هو منك كى تتبرأ منه تكون فضيحة فعلى رؤوس الأولين و الآخرين تكون فضيحتك واعلم أخى الكريم أن انتشار الفحش والخنا يؤدى الى زعزعة الثقة في المجتمع بين الناس.
الإسلام يأمر بالستر والحياء
و لذلك حذر ربنا جل وعلا من إشاعة الفاحشة ، لمَّا ذكر جريمة الزنا اشترط أربعة شهود حتى يقيم حد الزنا فإذا لم يكن معه إلا ثلاثة لا يقبل منه ولو تكلم يقام عليه حد القذف ولو كانت زوجته ، ويشترط أن يكون الشهود جميعا عدول ، ولو كان فيهم شاهد واحد ليس عدلا لا يقبل منه ويقام عليه حد القذف ، يضرب ثمانين جلدة على أنه كذاب.
انظر إلى هذا الدين كيف يستر ، وفى الحديث ( من ستر مسلما ستره الله ) ، فهذا الدين قائم على الحياء والتستر ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء ) أما الذى يحدث الآن فهو إشاعة للفواحش ، فهم يريدونها إباحية وهى ثقافة ليست من الإسلام في شيء ، الإسلام حريص على حفظ البيوت وعدم إشاعة الفاحشة ، فمن تناول عرض امرأة أو رجل بسوء و ليس معه شهود يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة ابدا ، وأولئك عند الله هم الكاذبون ثلاث أو أربع عقوبات شديدة.
إذن الإسلام يستر للمحافظة على البيوت من أجل هذا الذى قتل زوجته لشكه فى سلوكها ، والذى طلق زوجته لأنها تكلم الرجال ، والذى امتنع عن تسجيل مولودته ، اعلموا أن الإسلام حرص على تقوية الروابط فى الأسرة للذى يحدث من هذا الرجل وغيره إذن العودة إلى الأخلاق و الفضيلة أقوم والتستر أهدى ، لا كما يدَّعون بالحضارة و الحداثة و العراقة والتنويرية والانفتاح و الحرية.
الحرب على القيم والأخلاق
هناك حرب على القيم والأخلاق ولابد أن نحافظ على مجتمعنا وعلى مصرنا و على بلاد الإسلام ولابد أن نحافظ على أبنائنا وبناتنا لأن الناس اذا أمنوا على أعراضهم وعلى أبنائهم وبناتهم تسير عجلة التنمية وعجلة التقدم وعجلة الاقتصاد ويزدهر العلم والتعلم ، لكن اذا شغل الرجال والنساء بالشهوات سيخاف الجميع ولن نلتفت الى ما يهمنا لأن الشهوات لها سلطان على الرجال والنساء ، ولها سكرة تمنع الالتفات الى المنافع والمصالح لابد أن نعيد حساباتنا في هذا الأمر ونبدأ من بيوتنا , لابد أن نعلم أبنائنا ونحذرهم كما قلنا قبل , نعلم أبنائنا الصواب والخطا.
واحذر أن تحرم ابنتك من شاب تحبه إذا كنت ترى أنه كفء لها وتوكل على الله فذلك أدعى إلى التحصن ويجب أن نربي أبنائنا على خلق النبي صلى الله عليه و سلم وعلى القرآن حتى يعلموا مسبقا قبل فوات الأوان والوقوع فى الشرك ، ونربى في أنفسهم هيبة الله عز وجل.
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أشد أثرا فى تربيتهم من قولك ، وأشد أثرا من فعلك ولو عظمت خبرتك ، فعض علي ذلك بالنواجذ ، ونحن أنفسنا يجب أن يكون سلوكنا قويم وعملنا صالح فأعمالنا الصالحة أشد أثرا على أبنائنا ، فنكون قدوة و مثل لأبنائنا فالإنسان فى جبلته تقليد الآخرين خصوصا إذا كان يحبهم ، يقول الله تعالى على لسان بعض بنى آدم ( إنا وجدنا أبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ).
وينبغى ألا ننشر فاحشة ولا نظهر ما خفى من أمر الناس كما يحدث الآن والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فى حديث أبي هريرة الذى رواه الامام أحمد ( لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة مسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته ) .
احفظ أهلك وذويك ومن يليك
لابد أن نحفظ أبنائنا ونساءنا لا يكونوا غرضا لأحد ، فأنت قيم في بيتك وستسأل عنهم يوم القيامة , يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) والله عز وجل يقول في سورة التحريم ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون ).
فاحفظ نسائك وذريتك من هؤلاء الذين يسيرون في الشوارع يتصيدون النساء ويأوون إلى مراتع الفحش والخنا ويقترفون ما حرم الله عز وجل وللأسف بعض من انساق وراء هذا الضلال من المسلمين والنبى صلى الله عليه وسلم يحذر أمته فيقول ( اتقوا فتنة النساء فان فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء ).
ويحذر في الحديث الذى رواه الإمام البخاري من تضييع الأعمال الصالحة والحسنات للمسلمين فيقول ( لأعلمن أقواما من أمتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا يجعلها الله هباء منثورا فسيدنا ثوبان رضوان الله عليه أقعى على قدميه و قال : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا لا نكون منهم و نحن لا نعلم فقال صلى الله عليه وسلم : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ).
عبادة الفروج
الآن المجتمع يئن من انتشار الشهوات واقتراف
المحارم والخنا وهم يريدون نشر الفاحشة بل وعبادتها ، فهناك من ينادي بعبادة
الفروج ، ففى بعض الدول يوجد يوم عالمي لعبادة الفروج ، تجدهم خرجوا يحملون
المذاكير والفروج ، والنساء والرجال عرايا وتجد الرجال يعبدون فروج النساء وكذا تفعل
النساء وفي الأرض مثالب شتى.
امرأة تتزوج ربيبها
بالأمس قرأت مقالا عن حادثة في بلد نصرانية أن
امرأة تزوجت ربيبها يعني ابن زوجها و كان
في حجرها وهو من المحرمات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه قال تعالى ( وربائبكم
اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح
عليكم ) تزوجت ربيبها بعد أن طلقت
من أبيه والدنيا تتخبط في الإنحرافات والبعد عن شريعة الله عز وجل التي بها تطمئن القلوب وتنشرح الصدور وتذهب بها عن
الناس نزغات الشياطين وسقطات الهوى.
مجاهرة بالفحش فى نادى مصرى
بالأمس
القريب قرأت في إحدى المنصات الإلكترونية أن بعض النساء في نادي مصري احتفلن بعيد
ميلاد واحدة منهن بتورتة وحلويات على شكل أعضاء جنسية ( الفروج والمذاكير )
والرجال و النساء يأكلون ويضحكون وهذا الانحلال موجود الآن فى أماكن كثيرة
لكن الخطورة أن ينشر على شاشات التواصل كالفيس بوك وغيره ، يقول النبي صلى الله
عليه و سلم ( كل أمتى معافى إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل
عملا و قد بات يستره الله عز وجل فيصبح يكشف ستر الله عنه فيقول يا فلان عملت
البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ) أو كما قال الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم و الحديث رواه الإمام مسلم .
الخنا و الفجور موجود ولكن المصيبة أن ينشر ويعلن
على مرأى و مسمع من الجميع ، والنبى صلى الله علبه يقول ( من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليتب إلى الله وليستتر بستر
الله ) أما أن ينشر هذا الأمر فالناس التى تقرأ وتسمع نوعين نوع في
قلبه مرض عندما يقرأ هذا الموضوع يعجب بهذا الأمر ويبدأ في التقليد إذن نحن دمرناه
وضيعناه روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من
تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا
إلى ضلالة فله أجرها و أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ) ونوع آخر معتصم بالله تعالى لا تضره الفتن .
في بعض البلاد يقول لك من الحرية أن البنت أو المرأة تزني طالما كان برضاها أما بخلاف ذلك إذا كانت مجبرة هنا يكون اغتصاب عند ذلك يعاقب ، سبحان الله ! القرآن لم يقل ذلك ، والسنة لم تقل ذلك ، لأن ذلك يجعل جريمة الزنا والفاحشة تنتشر ولا يخشى منها مقترفها ، ولا يخاف العقاب ، ولا يستحيي من الناس ، وهذه مصيبة أكبر، أكبر من الفاحشة نفسها ، ومن ثم تعلن على الملإ كما يحدث فى الدول الغربية.
إذن إعلان الفاحشة وإشاعتها على الملأ خطر عظيم ، والنبي صلى
الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه الإمام البخارى ( ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم
الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم
الذين مضوا ) إذن نحذر
من إشاعة الفواحش و إظهارها ، ولنعلم أن نشر الفيديوهات الإباحية على شاشات التواصل
وشاشات التلفاذ تحت مسمى الفن والحرية جريمة عظيمة.
تقرير الأمم المتحدة بشأن الزنا
الأمم
المتحدة قدمت بيان وتقرير تقول فيه أن ملايين الناس في العالم يموتون بسبب أمراض
سببتها الفاحشة ، هذا التقرير موجود لمن أراد الاطلاع عليه ولو قارنت بين من يموت
بالزنا ومن يموت بفيروس كورونا ستجد أنهم
أكثر بكثير ويقول التقرير أن هناك زيادة في أعداد مرضى الإيدز الذى هو نقص المناعة
البشرية ، الإيدز الذى يؤدي إلى الوفاة فورا ، وهناك ازدياد في عدد مرضى الإيدز ،
وبرغم الملايين التي تنفق على العلاج من هذا المرض الخطير فليس له علاج ، إذن لابد
من منع الفواحش أو أقل شيء نمنع إظهارها وإعلانها للناس من أجل شبابنا ، حتى نمنع الاغتصاب
و الخطف الذى كثر بشكل مخيف.
أحبتى في الله لابد أن نحافظ على قيمنا وأخلاقنا
ولا نسمع قول أعداء الإسلام الذين اجتمعوا على حرب الإسلام وحرب الدين وحرب
الأخلاق يريدون تدمير مصر وبلاد الإسلام فاحذروا على أنفسكم وعلى أبنائكم وعلى
نسائكم وابحثوا عما يدبروه وخذوا حذركم منهم.
أسأل
الله تعالى أن يصلح شأن مجتمعنا وشأن مصرنا وشأن بلاد الإسلام جميعا و أن يحفظ
نسائنا وأبنائنا وبناتنا وأن يرفرف عليهم بالطمأنينة والمودة و الرحمة و الثقة وأن يحفظهم من الخنا ومن الفحش ومن
الإباحية ، اللهم احفظ ديننا وعلمنا منه ما جهلنا ، اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر
منها وما بطن ، واعصمنا من الزنا ، وحصن فروجنا وفروج أبنائنا و بناتنا ونساءنا ، اللهم إنا نسألك يا ربنا أن تردنا إلى دينك مردا جميلا ، اللهم ردنا إلى القرآن والسنة والعمل
بما فيهما ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم و الأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نرحب بالأسئلة والآراء والإقتراحات